ملاحظة مهمة : هاذه مجرد قصة بسيطة و صفحة من صفحات الماضي، و لا أظن أنها تحمل أية فائدة تقنية لك صديقي. يمكنك فقط قرائتها على سبيل الإستئناس و التسلية لا غير. [البداية .. ] كان لدي صديق، بدانا أنا و هو التعرف على مجال التسويق الإلكتروني في نفس الفترة مع بدايات الويب و المواقع الالكترونية و المنتديات العربية. كان دائم المطالعة و الإطلاع، البحث و قرائة المقالات على المدونات و في المنتديات. كان شخص قارء نهم، يلتهم المعلومات و المقالات بشراهة. أضف إلى هذا أنه كان حزام أسود درجة سابعة في كتب التحفيز، التنمية البشرية، قصص النجاح و تلك الأمور الرائعة و الجميلة جدا. في تلك الفترة نفسها إلتحقت بمدرسة خاصة بالويب ماستر، ثم حولت إلى معهد تقني خاص للمالتيمديا(تكنولوجيا السمعي البصري)، ثم إلى مدرسة خاصة بالبرمجة و التطوير و علوم الحاسوب. لكني لم أجد ما أبحث عنه لأن ما كنت أتلقاه في الدورات التي ألتحق بها أونلاين .. كنت عندما أقارنه بما أحصل عليه في الفصل أجده متطور جدا. لدرجة أن حتى مديرة المدرسة الأولى كانت تجعلني أعمل على إنهاء بعض المشاريع الخاصة بشركتها نظرا للتقنيات الجديدة و المتطورة التي كنت أكتسبها من تلك المواد. [بعد بضعة شهور .. ] بعد بضعة شهور أصابني الملل، ساعات من يومي أقضيها في دراسة أمور نوعا ما قديمة و متجاوزة مقارنة مع ما كنت أراه على الأنترنت. فقررت التركيز على ما أحتاجه بالظبط. لذالك قررت أن أحترف واجهات CMS لأنها كانت في ذالك الوقت هي البوابة الوحيدة لإنشاء أي مشروع رقمي محترم. كذالك درست : • HTML • PHP • Msql • JavaScript ثم بعدها درست : • C • C# كنت قليلا ما ألتقي بالصديق التقني و أصدقائه الذين يدرسون معه. كان شخص رائع و يحدثنا دائما عن أحدث التقنيات، و ما ظهر مؤخرا على الويب و كيف أن الناس تحقق أرباح محترمة من مجموعة من المجالات الرائعة على الأنترنت. كنت أنصت له، و لأحد أصدقائه بإعجاب و تقدير و أستمتع صراحة بكل ما كنت أسمعه .. لكن بمجرد أن أعود إلى المنزل أفتح أحد السكريبتات التي أعمل عليها و أغرق في كتابة الكود .. [في صباح اليوم الموالي .. ] في صباح اليوم الموالي أحزم حقيبتي و أذهب إلى صالة التداريب حصة Kick Boxing ثم حصة Jiu-Jitsu أو مصارعة حرة Freestyle Wrestling. و أفكر في الدوريات و البطولات المحلية التي تنتظرني مع بداية فصل الربيع. و هل سأخسر مثل السنة الماضية، أم أن الأمر هذه السنة سيكون مختلف ؟؟ هل سأستخدم محسنات الآداء، و من سيأتيني بها من خارج المغرب ؟؟ هل أنا حقا شرس بما يكفي لخوض هذه النزالات أو لنترك الأمر للسنة الموالية. لأن الهدف الرئيس للرياضة ليس هو الميداليات و الأحزمة. أضف إلى هاذا أنني مبرمج و لست مصارع محترف (هذه هي الحقيقة). بمجرد أن أعود إلى البيت أفتح ذالك السكريبت اللعين، لكنني رغم ذالك أكن له كل الحب و الإحترام. أمضي معه ساعات و ساعات لانني أعلم أنه بعد ستة أشهر سيوفر لي ربما مدخول جيد لأربع أو خمسة سنوات على الأقل. [التحفيز .. ] لم أكن أحتاج إلى تحفيز، لأنني سبق و تلقيت دورة في Linda Academy تركز على مبدأ Work Without Motivation أي العمل بدون تحفيز. و أباطرة هذه المدرسة في علم النفس يعتبرون التحفيز مجرد مخدر إدماني يولد حالة الإعتماد، أظف ألى أن مفعوله يذهب بسرعة أكثر من أرخص أقراص المخدرات التي تجتاح بعض الأحياء .. كنت مؤمن بالقدر، و أيا كانت النتيجة فأسوأ ما سيحدث أنني سأزداد خبرة، و سأحاول مرة أخرى. لكن، حتى و إن حصلت المفاجئة و إشترت مني شركات كثيرة ذالك البرنامج و حققت ثروة فأنا لم أصبح طارق بن زياد أو يوسف بن تاشفين ولا يعقوب المنصور الموحدي، ولا نافست إبن الهيثم أو الخوارزمي .. [اليوتيوب و الشهرة .. ] إلتقيت بصديقي القديم بعد أن أنشئ قناة يوتيوب و أصبح من المؤثرين المعروفين، فكلمني عن الإنترنت و الشبكات الإجتماعية. و كيف يربح الناس من هاذا المجال و ذاك المجال و حتى المجال الآخر (جميع المجالات التي أعرف و حتى التي لا أعرف). كانت آن ذاك لدي شركة Media Studio SARL الخاصة بخدمات التسويق للشركات و المشاريع الفردية. و في نفس الوقت كنت أدرس ما درسته و عملت فيه طيلة السنوات الماضية في بعض المدارس و المعاهد الخاصة (6 ساعات في الأسبوع). لأنني في نفس الوقت كنت أعمل على دراسة أحدث تقنيات ال Ai و ال Data Science (تخصص Market Research) في تلك الحقبة. لكن، كان هناك أمر يثير إستغرابي عند متابعتي لقناته بصفته صديق و يجب علي تشجيعه !! أنه كان يتكلم في أربع إلى ستة تخصصات في السنة الواحدة، و لا يرحم حتى التوجهات الجديدة التي لم يتم إختبارها بعد. و يحرص على إمتاع الأذن الشهوانية الربحية للمستمع أكثر من أن يقدم لنا شيء ملموس، دقيق و مفصل يحترم عقولنا المتواضعة. [الصواب .. ] أنا لست ضد الحوار و النقاش، لكنه في المدارس و المعاهد و حتى في الأكاديميات أونلاين التي درس معضمنا بها، يأتي بعد الدروس التقنية التطبيقية و ليس بعدها. لكنني أحسنت الظن و قلت ربما هذا منهج جديد و مبتكر، و لا يمكن للإنسان في مثل هذه الشهرة إلا أن يكون عبقري، فذ، ألمعي .. و أنا متأكد و على يقين أنه سيفاجؤنا خلال شهر أو شهرين، بخوارزميات، و مفاهيم تقنية و سكريبتات تشبع نهمنا الفكري. و تفتح أمام عقولنا باب نحو أسلوب و مسار جديد من التطوير و الإبتكار لأنه في تلك الحقبة كان لدي أصدقاء أكبر مني و منه سنا فعلو هذا لكنهم ليسوا بنفس شهرته. بل هناك منهم من قناته في تلك الفترة لم تتخطى حاجز ال 2000 مشترك بعد .. [لحظة الحقيقة .. ] فإذا بي تأتي لحظة الحقيقة .. أخذت منه موعد و تواصلت معه على Skype لأناقشه حول تقنية تسويقية سبق و تكلم عنها يستخدمها فريق عمل تشرف عليه أخت مطورة سبق و تعاملت معها من قبل. فقلت لعل الصديق بما أنه تكلم عن تلك التقنية عشرات المرات على قناته و حثنا عليها، فاحمر وجهه، و إنتفخت أوداجه و جحظت عيناه، فقام يخطب كأنه منذر حرب .. فقلت من الحماسة و أنا أشاهده، ويح أمه مسعر حرب لو كان معه رجال !! على العموم .. تحدثت إلى الشيخ، في بداية الحوار حدثني عن تلك التقنية التسويقية و نصحني و وجهني و أرشدني بل و أمعن في تأديبي و نصحي. ثم أخبرني عن أناس حققوا كذا و كذا من نفس التقنية. كما أفحمني، و قصم ظهري بفصاحته و "حلقمانه" اللامع في فنون "الريميكس" بين الدارجة و المصطلحات الإنجليزية التي قرأتها في بعض المقالات السطحية. و أمعن بعدها في سرد قصة كفاحه، و الصراع الطبقي، و البرجوازيية و البروليطاريا. و كيف أنه فعل ما لم يفعله فيتاغورس و أقليديس .. ليتحول من فقير إلى غني. فانهى الحوار بأن نصحني بأن أقرأ بعض الكتب التي تجلس خلفه من قبيل : * الأغنياء دائما هم الأفضل - و الفقراء سينقرضون * عقلية رجل الأعمال - الذي لم يعمل شيء سوى إستئجار كاتب ليكتب له هذا الكتاب * عقلية المستثمر - الذي يعلم الغيب قبل حدوثه، و لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ... و كتب أخرى في تصنيف "الدجل المعاصر" بعد تعرضه ل 33 عملية تجميل في تركيا .. لكني لم أرى خلال هذا اللقاء اللعين، لا Project ولا Script أو حتى مشروع نموذجي Basic أستفيد منه ولو بسطر يروي هذا الضمأ العلمي الذي لدي. صحيح أنني إستمتعت بهذه الموعضة البليغة و إستفدت ثلاثة فوائد : * أولها، أن الشهرة "السلبية" تنتج عن حاصل ضرب كمية الكلام الأسبوعي في معدل "تخراج العينين"، الكل ' أس' نسبة نقص الوعي في الشريحة المستهدفة. * ثانيها، أن "البياكوكان Byakugan" فن "تخراج العينين" أصله من إفريقيا، و ليس من سلالات محاربي الشينوبي و الساموراي في اليابان القديمة. * ثالثا، حققت إكتشاف و سبق علمي مروع، يستحق أن أؤلف عنه كتاب يناقش معضلة عدم تمكن نسبة عالية جدا من الشباب -عشاق فن المشاهدة و السماع- من تحقيق أي شيء يذكر. لأنني أخيرا عرفت المشرب و المنبع الملوث الذي شربو منه. صراحة كنت جد سعيد بذالك الحوار الماتع مع النسخة المتطورة 2.0 من "المكي الترابي" قدس الله سره. و فهمت كيف يمكن للإنسان أن يظهر أكبر من حجمه الحقيقي على ال Social Media آلاف المرات دون أية مؤهلات علمية أو تقنية حقيقية. [البرهان .. ] في المجتمعات العلمية و التقنية، قديما و حديثا تجد العلماء و الباحثين و الطلاب يتكلمون لغة : * التجربة * الملاحظة * التحليل * الإستنتاج * التعديل و إعادة التجربة * بناء النظرية * ثم الورقة البحثية التي يبنى عليها المنتج، العينة أو التقنية. بحيث أنك في نهاية المطاف تجد بين يديك مادة علمية، و عينة ملموسة قابلة للإختبار، التعديل و التطوير يقبلها العقل. أما على الشبكات الإجتماعية، فإنك سوف تجد ساعات أطول من أعمار قوم عاد من الكلام و القصص و الأساطير، التي لم تكتب حتى بعناية لتحرق عمرك الثمين في مشاهدتها، ثم سيبقى الوضع على ما هو عليه إلى إشعار آخر.
صفحات من الماضي - من أغرب القصص التي عشتها ؟؟
قصتي مع أكثر صديق أبهرني منذ عدة سنوات، و كان السبب في ...
تعليقات
